الأحد، 10 مارس 2013

ظهور المسرح العربي في القرن 19 عند مارون النقاش في لبنان ، أبي خليل القباني في سورية، ويعقوب صنوع في مصر .



الجامعة الأردنية
كلية الآداب
قسم اللغة العربية وآدابها






 
{بسم الله الرحمن الرحيم}





تقرير عن
ظهور المسرح العربي في القرن 19 عند مارون النقاش  في لبنان ، أبي خليل القباني في سورية، ويعقوب صنوع في مصر .
مقدم للأستاذ الدكتور
أ‌.      د . محمد القضاة
إعداد الطالب
عايد بن سلامة بن عايد الشراري
الفصل الثاني
1433- 1434هـ   2012  – 2013م

ظهور المسرح العربي في القرن 19 عند مارون النقاش  في لبنان ، أبي خليل القباني في سورية، ويعقوب صنوع في مصر .

أولا :عند مارون النقاش في لبنان:
يعتبر مارون النقاش أول من أدخل هذا الفن  وكان لسفره إلى إيطاليا  وتعرفه على مسارحها أثر في ولعه بهذا الفن ، فقدم في عام 1848م في بيته ولأصحابه رواية  البخيل  ، ودعا إليها كامل قناصل الدولة  وأكابر البلدة، مما أدى إلى شيوع هذه الرواية ، وفي عام 1850م قدم في بيته أيضا رواية (أبي الحسن المغفل) ، ثم أنشأ في بيروت مسرحا ملاصقا لبيته بموجب (فرمان عال ) وقدم فيه رواية ( السليط الحسود)  توفي عام 1855م ، وكان قد ألقى خطابا حين مثل أو رواية في بيته زا إلى الفن المسرحي الرغبة في الإصلاح وتهذيب الطباع وأن على العرب  أن يستردوا مجدهم التليد  وأن يتفقوا على الأوروبيين في المجال وغيره .
ولكن مارون  النقاش لم يكن يحرص على صحة اللغة إذا كانت رواياته مكتوبة في خليط من الفصحى  والتركية أحيانا  ، واللهجتين لعاميتين المصرية  والشامية ، مما أصابها بالركاكة والتفكك ، والأخطاء النحوية ثم ظهر . [1]". وفي هذا الجانب يذكر الأستاذ التكريتي ما يأتي: 
لقد أدرك مارون النقاش الواقع الاجتماعي والفكري الذي تقدم إليه بمسرحه وفنه،كما أدرك طبيعة التأخر الفكري والاجتماعي،التي توقع أن تكون أقوى وأعتى عقبة في طريق فنه الذي ضحى بكل شيء من أجل أن يؤمّن له مناخاً يتوفر فيه الحد الأدنى من الشروط اللازمة للنمو والحياة."[2]
ثانيا :عند أحمد أبو خليل القباني في سوريا :
كان يؤلف المسرحيات ويلحنها ويخرجها ويشترك في تمثيلها والغناء فيها وقد ألف عدة مسرحيات منها ( الأمير محمود نجل شاه العجم) ( وناكر الجميل  ) و(ملتقى الحليفتين ) و( عنترة )و(الكوكبان ) و(أسد الشرى )، كسرى آنو شروان ) وعمل على تأليف تقريب لتأليف المسرحي  من (أدب اللغة الفصحى  )من جهة ، ومن الشعب من جهة أخرى وذلك بأن يستمد موضوعاته من القصص الشعبية  المنتشرة في طبقات أخرى ، وجمع بين الشعر والنثر أحيانا . واحتفظ في النثر بالسجع التقليدي ولكن في لغة واضحة مستقيمة . [3] يقول الأستاذ جميل نصيف التكريتي في مطلع دراسته لتراث القباني أنه: "يمتاز من زميليه الآخرين في الريادة المسرحية: مارون النقاش(في لبنان) كما مر بنا، ويعقوب صنوع أبو نظارة(في مصر)كما سنرى،يمتاز منهما في كونه الأكثر تفاعلاً مع الحركة المسرحية الوليدة والأغنى إحاطة بدائرة واسعة من الفنون الشقيقة للحركة المسرحية والمكملة لها مثل الموسيقى والغناء وفن الرقص ونظم الأغاني وتلحينها،وما إلى ذلك."[4]
ثالثا : عند يعقوب صنوع في مصر :
يعرف بأبي نظارة فهو رجل يهودي الأصل ولد بمصر 1839م نقل فن المسرحية  إلى مصر من أوروبا  وسم ( موليير مصر )  ألّف وعرّب وترجم العديد  من المسرحيات.[5]
يمتاز يعقوب صنوع عن الرائدين العربيين النقاش والقباني في أنّ له فضل إيجاد الصيغ التطبيقية لأصول فن كتابة الدراما باللغة العربية لأول مرة. وله فضل ابتكار الصيغة العربية لكل الخصائص والسمات الدرامية. 
بمعنى آخر أنّ يعقوب صنوع الذي أكمل ثالوث الريادة المسرحية في الوطن العربي(وسنجد أن هذا الثالوث صار رابوعا بالعثور على مخطوطة مسرحات الشماس العراقي حنا حبش) استعار معظم أدوات الفن الدرامي الكلاسيكي ووظفها على خير وجه.لقد درس الأستاذ جميل نصيف التكريتي الخصائص الفنية لمسرح هذا الرائد المجيد الذي عمل،بدأب،على توظيف المسرح من أجل إصلاح الحياة الاجتماعية والنهوض بسبل تطويرها وارتقائها وإغنائها فكرياً وجمالياً متوصلاً إلى خلاصة مهمة يمكن حصرها في النقاط الآتية:
1-    إنّ مسرح صنوع ذو نزعة اجتماعية أولت موضوعة الزواج اهتماماً كبيراً.
2-  2- طرح يعقوب صنوع رؤاه وجسدها من خلال الصراع بين القديم والجديد،فبشر بالجديد وسفّه القديم مؤكداً على ضرورة فرز الجيد والرديء من كليهما ومحذراً من القديم الذي ولّى زمانه والجديد الذي لا يخلو من السفاسف والقشور.
3-     وظف المسرح من أجل تنوير الحياة وإغنائها.[6]



[1] الشطي ، د. محمد صالح لشطي ، الأدب العربي الحديث ، ط3، دار الأندلس للنشر والتوزيع ، حائل ، 1422هـ 2001م ص481.
[2]انظر ،  التكريتي ، جميل نصيف ، المسرح العربي ريادة وتأسيس .
[3] المصدر نفسه ص482.
[4] انظر ، التكريتي ، جميل نصيف ، المسرح العربي ريادة وتأسيس .
[5] المصدر نفسه ص 482.
[6] التكريتي ، جميل نصيف ، المسرح العربي ريادة وتأسيس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق