الأحد، 10 مارس 2013

تطور الأدب في العصر الحديث


الجامعة الأردنية
كلية الآداب
قسم اللغة العربية وآدابها

{بسم الله الرحمن الرحيم}




تقرير عن
تطور الأدب في العصر الحديث ، والوقوف على ظهور المطبعة والصحافة ، وانتشار التعليم والترجمة ، وأثر ذلك في ظهور الفنون الأدبية الجديدة كالمقالة والمسرح والرواية.
مقدم للأستاذ الدكتور
أ‌.      د . محمد القضاة
إعداد الطالب
عايد بن سلامة بن عايد الشراري
الفصل الثاني
1433- 1434هـ   2012  – 2013م


مقدمة :
اختلف الباحثون في أسباب النهضة في العصر العربي الحديث على رأيين فمنهم من يرى أن غزو نابليون  لمصرهو بداية الاتصال بالغرب ، وذلك أن نابليون لم يكن غازيا عسكريا  فحسب ،  بل كان يحمل معه كل عدد الغزو الحضاري والثقافي ، فقد حاول أن يستظل بمظلة الإسلام في البداية  ثم بدأ يبث معطيات حضارية وثقافية غربية ، فأنشأ  مسرحا للتمثيل تمثل فيه رواية تمثيلية فرنسية جديدة كل عشرة ليال  ، كما أدخل المطبعة وأنشأ مصنعا للورق ، وأصدر صحيتين وأسس مراصد فلكية ومراكز للأبحاث ومعملا للتصوير ومكتبة عامة جمع العديدمن كتبها  ، من المساجد والأضرحة بالإضافة إلى كتب عربية وأخرى فرنسية وأنشأ مجمعا علميا مصريا ، من أهم أهدافه نشر العلم والمعارف كما زعم ودراسة القضايا المتعلقة بعلوم العصر وتاريخ مصر وكانت له مهمة استشارية سياسية بالإضافة إلى ذلك ، وقد ظل هذا المجمع الذي ضم أقساما من للرياضيات والطبيعيات زالاقتصاد والسياسة والآداب والفنون باقيا حتى الآن  .
وأما الرأي الآخر فيرى أن الحركات الدينية المعاصرة  التي بدأ تباشيرها في وقت مبكر ممثلة في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب  في نجد  وحركة جمال الدين  الأفغاني  ومحمد عبده في مصر والحركة المهدية في السودان ، وغيرها ...  كانت سببا في النهضة  .
والحقيقة أنه ليس من السهل تحديد أسباب النهضة بعينها ، وإنما هناك عوامل متعددة ساعدت على  ظهور النهضة منها :
 الرجوع إلى كتب التراث العربي  إلى العصر الجاهلي والعصر العباسي فاستلهموا النماذج الرفيعة ، وقد ساعد ظهور المطبعة  خصوصا مطبعة بولاق  التي من خلالها  طبع أمهات الكتب العربية ، وقد ساعد البارودي على إحياء التراث  ووضع نماذج شعرية رفيعة أمام أعين الشعراء حين طبع مختاراته الشهيرة التي انتقاها بعناية من دواوين الشعر العربي  في العصرين الجاهلي والعباسي  ، وبعض النماذج من العصور الأخرى  .
المطبعة :
كانت المطبعة قد اضطلعت بمهمة إعادة إحياء التراث  منذ وقت سابق لظهور مطبعة بولاق ،إذ طبت على المطابع التركية كتب عديدة منها : القاموس المحيط عام 1814م ، وكافية ابن الحاجب 1819م ، ولكن جملة مانشر من الكتب الأدبية واللغوية لا يزيد عن أربعين كتابا  حتى سنة 1830م .[1]
الصحافة :
بدأت الصحافة العربية مع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798, حيث أصدرت في القاهرة صحيفتين باللغة الفرنسية. في عام 1828 أصدر محمد علي باشا صحيفة رسمية باسم جريدة الوقائع المصرية, في عام 1885 أصدر رزق الله حسون في استنبول جريدة عربية أهلية باسم مرآة الأحوال العربية. وفي بدايات قرن العشرين كثر عدد الصحف العربية وخصوصاً في مصر، فصدرت المؤيد و اللواء و السياسة و البلاغ و الجهاد. ومن الصحف القديمة والتي لا زالت تصدر لحد الآن جريدة الأهرام والتي صدرت لأول مرة في عام 1875، ومنافستها جريدة الأخبار التي صدرت عام 1944, إضافة إلى العديد من المجلات الأدبية والفنية والثقافية.
تطورت الصحافة العربية في العقد الأخير كثيرا، فبعد أن كانت مجرد صحافة ورقية بالية خاضعة بشكل مطلق لمقص الرقيب الحكومي، أصبحنا الآن نجدها متحررة كثيراو متعددة الأنشطة والموارد والاتجاهات، فأصبح منها الإلكتروني الموازي للجريدة الرسمية انطلاقا من شبكة الإنترنت التي راج استخدامها كثيرالدى المستخدم العربي، بل صدر منها صحف إلكترونية فقط لا تصدر بشكل تقليدي، ولا تخضع للقوانين المقيدة لحرية الصحافة في الدول العربية، ومن هذه وهذه نجد اليومية والأسبوعية والشهرية والموسمية. 3_ الصحافة:
        عُرفت الصحافة في العالم العربي في القرن التاسع عشر، وذلك من خلال صحيفتيْن أصدرهما الفرنسيون باللغة الفرنسية، ثم أتبعوا ذلك بإصدار نشرة باللغة العربية عرفت ب ( التنبيه ) وهي تعدّ أوّل صحيفة باللغة العربية، تلتها صحيفة الوقائع المصرية التي أصدرها محمد علي باشا في العام 1828م باللغة التركية ثم بالعربية.
-
ثم أصدر إبراهيم المويلحي ومحمد عثمان جلال جريدةً أسبوعيةً اسمها( نزهة الأفكار) في العام 1869م.
-
كما أسهم السوريون في مصر في تأسيس الصحف والمجلات، وكان أهمّها جريدة (الأهرام) التي أنشأها الأخوان بشارة وسليم تقلا عام 1975، وأنشأوا بعدها جريدة المقتطف في عام 1876م، ثم تلا ذلك ظهور جريدة المقطم، وصحيفة اللواء، وغيرها.
-
وفي لبنان صدرت صحف سياسية وأدبية ودينية، منها: حديقة الأفكار، وجريدة لبنان، ومجلة الجنان التي أنشأها بطرس البستاني في عام 1870.
وأعقب ذلك ظهور صحف عديدة في البلاد العربية المختلفة مثل سوريا والعراق، كما أصدر بعض العرب صحفاً باللغة العربية في تركيا مثلما فعل رزق الله حسُّون الحلبي الذي أصدر ( مرآة الأحوال )كأوّل صحيفةٍ مستقلةٍ لا تتبع للدولة في العام 1855م، وفارس أحمد الشدياق الذي أصدر صحيفة الجوائب عام 1860.
وقد لعبت هذه الصحف والمجلّات دوراً مهمّاً في النهضة الأدبية الحديثة، ويمكن تلخيص هذا الدور في النقاط التالية:
1- المساهمة في إحياء التراث الأدبي بنشره والتنبيه إلى ما فيه من جوانب باهرة عن طريق الدراسة والتحليل والتحقيق.
2- نشر النتاج الأدبي شعراً ونثراً، والتعليق عليه بين الفيْنة والأخرى.
3- توثيق الأواصر بالأدب الغربي عن طريق الترجمة ونشر الأعمال المنقولة إلى اللغة العربية، والتعريف بالأدب الغربي عن طريق النصوص المترجمة والدراسات التي يُسهم فيها المترجمون والكتّاب.
4-  فتح الباب أمام الفنون النثرية الجديدة كالقصة والقصة القصيرة والمسرحية ، مما هيّأ الأجواء لتداول هذه الفنون التي وجدت قبولاً واكتسبت حضوراً بمرور الزمن، بعد المعارضة الشديدة التي جُوبهت بها من قبل أصحاب الذوق المحافظ في بادئ الأمر.
5- عممت الثقافة بعد أن كانت تقتصر على الخاصّة، وصار بوسع فئة كبيرة من طبقات الشعب أن يقرؤوها في المكتبات التي أُسست لإيداع الكتب فيها.
6- أسهمت هذه المجلات في تحرير اللغة من الأساليب الجامدة، وجنح الكتّاب إلى النثر العفوي المنطلق من قيود البديع والزخارف اللغوية، كما تنوّعت على صفحاتها الموضوعات وأصبحت قريبة من حاجات الشعب ومشاكله وواقعه .[2]
المقالة :
ارتبط تطور المقالة في الأدب العربي الحديث بتطور الصحافة ، ويمكن تتبع المراحل التي مرت بها المقالة على النحو التالي  مرحلة النشأة ، ومرحلة الريادة والتحول  ، ومرحلة مابعد الاحتلال  ( المدرسة الصحفية الحديثة )  مرحلة التأصيل ، مرحلة مابين الحربين  مرحلة التطور والتنوع ، ومرحلة الازدهار ولانتشار ، والمرحلة السادسة مرحلة التخصص.
مرحلة النشأة التي ارتبط بظهور الصحافة خصوصا الوقائع المصرية التي أنشئت عام 1824م ، وكانت المقالة هزيلة يغلب عليه السجع والمحسنات البديعية ، ولكن رفاعة الطهطاوي كان ذا دور واضح في نشوء المقالة ، فقد أسهم في تعريبها بعد أن كانت تكتب بالتركية  ثم تترجم إلى العربية  وحولها من صحيفة رسمية إلى صحيفة تنشر المقالة  .
المسرح :
يعتبر مارون النقاش أول من أدخل هذا الفن ، وكا لسفره إلى إيطاليا وتعرفه على مسارحها ، أثر في ولعه بهذا الفن  فقد قدم في عام 1848م في بيته ولأصحابه (رواية البخيل  )  ، ويعتبر توفيق الحكيم علما  على مرحلة مهمة  في تاريخ التأليف المسرحي العربي ، ولم يقتصر دوره على هذا الكم الكبير من المسرحيات المتنوعة التي ألفها  بل قام بالتنظير للفن  المسرحي العربي في كتابه "قالبنا السرحي " الذي نشرعام 1967م.

الرواية  :
لم تظهر الرواية العربية  تامة  مكتملة الخلق مرة واحدة ، بل سبقتها محاولات مهدت لها وكانت هذه المحاولات تتخذ طابعا عربيا في شكل المقامة أو تقترب من الأشكال  الغربية وكان للصحافة دور في نشوئها  إذكان الكثير من الصحف والمجلات يعني عناية خاصة بهذا الفن من خلال الترجمة والنشر أو تشجيع المحاولات الأولى في هذا المجال ، وقد كان ظهور الرواية تلبية لحاجات اجتماعية .[3]





[1]  انظر  : الشطي : د. محمد صالح الشطي ، الأدب العربي الحديث  ، دار الأندلس ، حائل ، ط3 ، 1422هـ ، 2001م 
[2] http://kfuforums.kfu.edu.sa/showthread.php -)
[3] انظر  : الشطي : د. محمد صالح الشطي ، الأدب العربي الحديث  ، دار الأندلس ، حائل ، ط3 ، 1422هـ ، 2001م ص448

هناك 4 تعليقات:

  1. جميل لكن اجعلو هذا المقال علي صيغة التحميل لنستفيد منه كثيرا

    ردحذف
  2. الله يستركم انا بدي بحث حول عوامل النهضة الأدبية في العصر الحديث يكون power point

    ردحذف
  3. الله يستركم انا بدي بحث حول عوامل النهضة الأدبية في العصر الحديث يكون power point

    ردحذف
  4. راجع نشأة المقالة في الجزاىر...

    ردحذف