الأحد، 10 مارس 2013

نشأة المسرح عند اليونان وارتباطه بالطقوس الدينية ولاحتفالات الشعبية ودور سوفكليس في وضع أسس النص المسرحي .


الجامعة الأردنية
كلية الآداب
قسم اللغة العربية وآدابها






 
{بسم الله الرحمن الرحيم}






تقرير عن
نشأة المسرح عند اليونان وارتباطه بالطقوس الدينية ولاحتفالات الشعبية ودور سوفكليس في وضع أسس النص المسرحي .
مقدم للأستاذ الدكتور
أ‌.      د . محمد القضاة
إعداد الطالب
عايد بن سلامة بن عايد الشراري
الفصل الثاني
1433- 1434هـ   2012  – 2013م

نشأة المسرحية عند اليونان وارتباطه بالطقوس الدينية ولاحتفالات الشعبية ودور سوفكليس في وضع أسس النص المسرحي .
·       تعريف المسرح :--
المسرح أو الفن الدرامي هو تأليف أدبي مكتوب بالنثر أو الشعر بطريقة حوارية ، وهو موجه للقراءة أو العرض . ويستعين المسرح الدرامي بمجموعة من العناصر الأساسية أثناء العرض مثل  : الكتابة والإخراج / والتأويل والديكور والملابس . وتشتث كلمة دراما من الفعل والصراع والتوتر . وقد يكون المسرح في تاريخه القديم ناتجا عن الرقص والغناء  .
- نشأة المسرح عند اليونان :[1]
        أقدم المسرحيات التي عرفها الأدب الغربي هي المسرحيات الإغريقية، وكان لنشأتها في بلاد اليونان علاقة بعقائدهم (حيث كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة). وكان من آلهتهم التي قدسوها "ديونيسوس" أو (باخوس) إله النماء والخصب وبخاصة العنب والخمر، وقد اعتادوا أن يقيموا له حفلين أحدهما في أوائل الشتاء، بعد جني العنب وعصر الخمور، ويغلب عليه المرح وتنشد فيه الأناشيد الدينية، وتعقد حلقات الرقص، وتنطلق فيه الأغاني، ومن هذا النوع المرح نشأت الملهاة (الكوميديا)، والحفل الثاني في أوائل الربيع حيث تكون الكروم قد جفت وتجهمت الطبيعة، وهو حفل حزين ومنه نشأت المأساة (التراجيديا) وكان التمثيل اول الأمر لا يعدو بعض الرقص والأناشيد الجمعية، والأغاني التي تعبر عن حزنهم لغياب الآله والابتهال إليه أن يعود ثانية، ثم مثل شخص ديونيسوس فكانت الجوقة تشير إليه وهو على مسرح مرتفع، ثم أدخل الحوار بينه وبين الجوقة، ثم مثلت شخصيات أخرى يرد ذكرها في الأغاني والأناشيد. وكان الممثلون يظهرون على نشز وسط قومهم على هيئة البشر في نصفهم الأعلى وصور الماعز في نصفهم الأسفل، ومن هنا اشتقت لفظة (تراجيدي) أي المأساة وهي مركبة من كلمة (أغنية) وكلمة (الجدي) تركيباً مزجياً.
* دور سوفوكليس في وضع أسس النص المسرحي  :
سوفوكليس:
شاعر ومسرحي يوناني يعتبر أحد أعظم كتاب المسرح التراجيدي , عاش في (~496 -406 قبل الميلاد)في أثينا من عائلة يعتقد بأنها كانت غنية حيث كان والده سوفيلوس يعمل صانعا للدروع.
تلقى سوفوكليس تعليمه في أحد افضل المدارس التقليدية الأرستقراطية, واختير ليقود كورس من المغنيين الشباب للاحتفال بانتصار البحرية في الـ16 من عمره.
عام 468 قبل الميلاد عندما كان في 28 من عمره, تفوق في مسابقة للكتابة المسرحية على إيسكيولاس الذي اشتهر بكتابة الشعر التراجدي بلا منازع في ذلك الوقت. حاز سوفوكليس على جوائز عديدة في مسابقات للكتابة المسرحية التي كانت تعقدها أثينا.
لم يكن نشطا سياسيا أو له اهتمامات عسكرية ولكنه بالرغم من ذلك انتخب مرتين لمنصب رفيع في الجيش.
غيب الموت سوفوكليس وهو في الـ90 من عمره كانت عندها أثينا في أوج ازدهارها.
كتب أكثر من مائة عمل مسرحي لم يصل إلينا منها سوى سبعة مسرحيات تراجيدية كاملة وأجزاء من 80-90 عمل. وساهم سوفوكليس في إثراء الاسلوب الدرامي وإضفاء المزيد من التعقيد على الحبكة المسرحية.
ومن مؤلفاته السبعة الكاملة أجاكس (451-444 قبل الميلاد), أوديبوس الملك, وأنتيغوني, وإلكترا (430-415ق.م.
وتعتبر مسرحية أنتيغوني وأوديبوس الملك من أعظم الأعمال المسرحية التي كتبها سوفوكليس وهي تتناول شخصيات بطولية معظمها من الملوك أو أبناء الملوك تواجه عواقب للقرارات التي تتخذها وتتحول حياتها تدريجيا إلى مأساة.
وتتحدث مسرحية الملك أوديبوس الاسطورية عن بطل أسطوري يصبح ملكا لطيبة بعد أن يقدم دون أن يعلم على قتل والده والزواج من والدته الملكة جوكاستا.
أما مسرحية أنتيغوني فهي امتداد لمأساة الملك أوديبوس من خلال من بقي من عائلته وهما ولديه اتيوكليس وأتيوكليس وابنته أنتيغوني. ففي صراع على الحكم يدخل اتيوكليس في حرب ضد شقيقه بولينايسيس تنتهي بمقتل كل منهم على يد الآخر.
يقرر الملك كريون الذي تسلم الحكم, تكريم أتيوكليس بدفنه ويأمر بترك جثة بولينايسيس الذي اعتبر خائنا للوطن, حيث سقط في المعركة عقابا له.
تتألم انتيغوني التي خرجت من مملكة طيبة مع والدها ولكنها عادت إليها بعد وفاته, لما آل إليه مصير أخويها. وتقرر تكريم شقيقها بولينايسيس بدفنه مخالفة بذلك قرار كريون الملك. وبهذا العمل تجلب أنتيغوني الموت لنفسها ولحبيبها هيمان نجل الملك كريون وزوجته"[2] 
وأخيراً وضع "أسخيلوس" 525 – 456 ق.م أول مسرحية شعرية وهي الضارعات سنة 490 ق.م ، وكان فيها ممثلان رئيسيان بجانب الفرقة، ثم توالى نتاجه المسرحي إلى أن ظهر "سوفوكليس" الشاعر اليوناني الكبير 495 – 416 ق.م ، وأضاف ممثلاً ثالثاً إلى الممثلين اللذين أدخلهما أسخيلوس وقوى جانب التمثيل على جانب الغناء، وقد أدى هذا إلى تقدم سريع في الحوار المسرحي بدل ترانيم الجوقة، وأتاح فرصاً أكبر للتباين بين الأشخاص، وسمح بألوان متنوعة من الحوادث، وفوق كل شيء فقد حمل الذين يكتبون للمسرح على مزيد من العناية بالفن المسرحي.
ويعتبر اليونان أول من اهتم بالمسرح، ووضع له نظاماً خاصاً، وعنهم أخذ العالم هذا الفن.
كما يعد سوفوكليس 496ق.م قبل الميلاد نقطة التحول المفصلية في المسرح اليوناني ، فكان أول من استخدم تعدد الأصوات ، والشخصيات في العمل المسرحي ، وأول من أعطى أهمية للسينوغرافيا في العمل المسرحي ، فنقله بالتالي من الرثة إلى الجلال ، كما يعبر أرسطو . (سوفوكليس) فقد رفع عدد الممثلين إلى ثلاثة أدخل المناظر المرسومة, وخلافاً لإسخيلوس فقد ضاعف سوفوكليس عدد أفراد الجوقة من 12 إلى 15. وخرج أيضاً عن تقليد «الثلاثيات»حيث كتب مسرحيات منفصلة, وأعاد بعث أسطورة»أوديب» التي جاءت في ملحمة «هوميروس»بمسرحية»أوديب ملكاً» التي يعتبرها أرسطو نموذجاً أصيلاً لفن التراجيديا. وكان سوفوكليس يستخدم الممثل الثالث في المحاورات التي يتواجد فيها ثلاثة شخوص على المسرح, وكان كل ممثل يؤدي أكثر من دور, وهو حل تقني يسهل عملية تبديل الأقنعة. وكان الممثلون في العهد الإغريقي ينقسمون إلى 1- البطل, 2- الشخصية الثانية.3- الشخصية الثالثة. وقد كانت حرفة التمثيل معترفاً بها في عصر إسخيلوس إلى درجة أصبح فيها الممثل أهم من كاتب الدراما, و يتمتع أفرادها بامتيازات كبيرة من طرف الدولة.‏[3]




[1] انظر: http://shanaway.ahlamontada.com/t4697-topic
[2] http://www.dhifaaf.com/vb/showthread.php
[3] كتاب في جريدة ، سوفوكليس أوديب ، ترجمة طه حسين ، العدد143، 2010م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق