الاثنين، 18 فبراير 2013



بسم الله الرحمن الرحيم
الجامعة الأردنية
كلية الآداب
قسم اللغة العربية
برنامج الدكتوراه









تقرير " الأدب العربي الحديث  عوامل تطوره وازدهاره"

مقدم لاستكمال متطلبات فنون النثر العربي الحديث
أستاذ المادة : الأستاذ الدكتور محمد القضاة

الطالب : محمد حسين عبد الرحيم  السماعنة
العام الدراسي 2012/2013


















عمان – الأردن


تمهيد :
نهض الأدب العربي في العصر الحديث نهضة شاملة ، فتطورت فنونه ، وتنوعت أغراضه ، وتجددت أفكاره ، وغزرت معانيه وتحررت أساليبه من قيود الصنعة . فما أسباب هذا التطور ومتى بدأ ، وأين بدأ ، وهل انسلخ كليا من أثوابه القديمة البالية التي ورثها من العصر العثماني، فإن كان فعل،فكيف كان ذلك، وهل تم دفعة واحدة أم تم على دفعات ومراحل؟
أطلق الباحثون العرب مصطلح ( عصر النهضة ) على الحقبة الممتدة من دخول حملة نابليون الفرنسية إلى مصر سنة 1798م وحتى الحرب العالمية الأولى التي انتهت بسقوط أكثر البلدان العربية تحت الاستعمار الغربي المباشر.
ولعلّ السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما الذي يجعل كثيراً من الباحثين يعدّون غزو نابليون لمصر بداية نهوضٍ عربي؟ فهل هي الصدمة التي أحدثتها هذه الحملة بما جاءت به من منجزات الحضارة الغربية الحديثة وهل كانت هذه الصدمة بمثابة المنبّه الذي أيقظ الشرق العربي من سباته الطويل العميق، فقد كانت هذه الحملة مزوّدة بكل الأدوات الجديدة والوسائل العصرية التي كان يجهلها العرب، فقد استجلب نابليون معه في هذه الحملة المطبعة، وأنشأ مسرحاً للتمثيل، ومدارس لأبناء الفرنسيين، وجريدتيْن إحداهما بالعربية، ومصنعاً للورق ومرصداً فلكياً، كما أقام مكتبةً عامةً، وغير ذلك من الوسائل الحديثة؟
بداية النهضة :
بدأت النهضة العربية الحديثة مع مطلع القرن التاسع عشر مسايرة ليقظة الوعي القومي الذي استمد طاقاته من عاملين أساسيين : 1- الاتصال بحضارة الغرب عن طريق الحملة الفرنسية التي أثارت في الشعب روح الإباء والدفاع عن حريته ، وقوضت أسوار العزلة التي بناها العثمانيون والمماليك بيننا وبين العالم الخارجي ، فاطلع المصريون على أنماط أخرى من الحياة وأنواع متعددة من المخترعات ، وأدوات حضارية جديدة . وعلى أساليب من الدرس والبحث لم يكن لهم بها عهد طوال عصور الظلام ، ثم توالت سبل الاتصال بالغرب بعد ذلك عن طريق : البعثات ، والترجمة والمستشرقين والهجرة إلى بلاد الغرب ، ومدارس الإرساليات ، واستقدام أساتذة من الغرب للتدريس في مصر وإتقان بعض المثقفين العرب للغات الأجنبية وإطلاعهم على آدابها.
لقد كان لكل هذه العوامل أثرها الواضح في الأدب العربي شعره ونثره ، ففي النثر تحرر من السجع وألوان الصناعة اللفظية ومال إلى السهولة والوضوح واقتبس الأدباء الكثير من الصور الأجنبية ، وهجروا الأغراض القديمة كالمقامات والرسائل الإخوانية وجدت أنواع أخرى كالقصة والأقصوصة والمسرحية والمقالة العلمية والاجتماعية والسياسية .
أما في الشعر فقد ظهرت المسرحية على يد شوقي والملحمة على يد أحمد محرم وفوزي المعلوف ، وأصبحت القصيدة وحدة مترابطة الأجزاء وتطور القلب الشعري ونظم المجددون شعرا يقوم على وحدة التفعيلة بدلا من وحدة البيت أو الشطر .
2- الاتصال بماضينا الحضاري العريق عن طريق الوعي القومي وإحساس المصلحين بما أصاب اللغة من ضعف فدفعهم هذا إلى نشر ذخائر التراث اللغوي والأدبي ، وإلى تيسير الاتصال بها ولا سيما بعد انتشار المطابع العربية . ومن أبرز هؤلاء المصلحين محمد عبده وعلي مبارك واحمد زكي . وتحقق هذا الهدف بجمع المخطوطات وطبعها ، وإنشاء مكتبة الأزهر ودور الكتب الحكومية والمدرسية وظهر أثر ذلك واضحا في تجديد اللغة والانتفاع بما في التراث من ذخائر فكرية وأدبية وفي نهضة الأدب الحديث شعرا ونثرا اعتمادا على الأدب العربي في عصور ازدهاره والاعتزاز بالماضي والاهتمام بعرض القضايا العربية السلامية .
تفصيل عوامل ازدهار الأدب في العصر الحديث
1- التعليم 2- البعوث والترجمة  3-  إحياء التراث العربي القديم 4- المكتبات 5- الجمعيات العلمية والأدبية ، والمجامع اللغوية .  6- المستشرقون 7- وسائل الإعلام ( الصحافة والمسرح والإذاعة المسموعة والمرئية ) 8- المطابع.
التعليم :
1- عندما أعلن الزمن بداية القرن التاسع عشر لم يكنن في مصر سوى الأزهر الشريف الذي ظل ينشر منذ إنشائه أنوار العلم والمعرفة والدين على العالم ، وينير الطريق للملايين من طلاب العلم الذين كانوا يفدون إليه من كل جانب ، ومن ثم فقد كان للأزهر دور كبير في قيادة الكفاح الشعبي وعزل الولاة المستبدين ، وعلى الطريق كانت هناك مصابيح صغيرة تمثلت في الكتاتيب التي تعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وتقوم على تحفيظ القرآن الكريم . ومع كل هذه الحسنات التي قام بها الأزهر تذكر المصادر أنه هو الآخر كان يعاني من إهمال كبير ، ففقدت فيه النظافة ، وصدأت فيه الأساليب والمناهج ، وفقدت منه كثير من مزاياه التي أنشئ من أجلها
2- في عهد محمد علي أرسلت البعوث من أبناء الأزهر إلى أوروبا ، وأنشئت المدارس الابتدائية والتجهيزية والعالية كالطب ، والهندسة ، والفنون ، والصناعات وغيرها ، فقد أراد محمد علي أن يصنع لنفسه مجدا ، وان يبني دولة حديثة ، وان يخلق جيشا قويا مدعما بالاحتياجات الفنية كافة التي تهيئ له القوة والنصر ، ومع أنه فعل كل ذلك على حساب الشعب وماله. ولم يشمل كل أبناء الشعب المصري إلا أنه كان لعمله هذا أثر في تطور الأدب العربي وحياة الإنسان العربي.
3- أما في عهد عباس وسعيد فقد أغلقت أغلب المدارس التي أنشأها محمد علي .
4- وجاء عهد إسماعيل فأعيدت المدارس الابتدائية والثانوية ، وأنشئت عدد من المدارس العالية التي كان لها أثرها في تقوية النهضة الفكرية والأدبية ومن أبرز هذه المدارس دار العلوم ، والحقوق ، والسنية ، وأسس علي مبارك دار الكتب لتكون مدرسة عامة للشعب ، وخزانة لنفائس المخطوطات وذخائر الكتب ، وكانت هذه النهضة استجابة قهرية ، ونتيجة حتمية للجهود المضنية التي بذلها الرواد المصلحون الذين أدركوا أهمية التعليم في تعبئة قوى الأمة لمعركة الوجود الكريم .
5- في عهد الاحتلال تحولت المدارس إلى مصانع لإعداد آلات بشرية تعمل في المصالح الحكومية ، وفتحت كل الأبواب للبعثات التبشيرية ، والإرساليات الأجنبية. فطن قادة الأمة من أبناء الشعب لذلك الخطر وعملوا على مقاومته ، فظهرت مدرسة القضاء الشرعي لتصل للثقافة الإسلامية بالثقافة العربية ، كما ظهرت الجامعة الأهلية لتحقق الوجود الفكري للأمة وتحرر العقلية المصرية من أغلال الجمود . وتعد هذه الفترة من أخصب الفترات في تاريخ مصر بحثا في أعماق النفس ، وتجميعا لطاقات الانطلاق من جديد .
ثم فرض الوعي القومي على الحكومة أن تجعل من الجامعة الأهلية جامعة رسمية لتكفل لها الاستقرار المادي ، وتبع ذلك نهوض علمي فأنشئت المدارس ، والمعاهد . وظل التعليم يعاني من الثنائية التي تحدثنا عنها سابقا فقد حرم كثير من أبناء الشعب من التعليم الجامعي ، فلم يستطع سوى نفر قليل من الفقراء من عبور الحواجز إلى الجامعة .
6- قامت الثورة المصرية فقضت على الطبقية والإقطاع الاقتصادي وعلى الإقطاع العلمي  
2-البعثات العلمية والترجمة :
1- وصلت مصر أبناءها بعلوم الغرب ومعارفه عن طريق البعثات وترجمة العلوم الحديثة إلى اللغة العربية . وقد بدأت الترجمة باستقدام الأساتذة الأجانب للتدريس في المدارس المصرية لطلاب لا يعرفون اللغة الأجنبية فاقتضت الضرورة أن يقوم بين الأساتذة والطلاب مجموعة من المترجمين يستمعون إلى الدروس ثم يترجمونها للطلاب . وكان معظم هؤلاء المترجمين من السوريين والمغاربة والأرمن . وقد قام هؤلاء المترجمون بجهود عظيمة في إحياء التراث العلمي العربي القديم واستخراج مصطلحات علمية تتلاءم مع مصطلحات العلوم الجديدة . وكان لهم فضل في ترجمة كثير من الكتب العلمية التي وضعها الأساتذة بلغاتهم وبخاصة كتب الطب .
2- أرسلت البعثات إلى أوروبا لأخذ العلم من منابعه ، وكانت أول بعثة علمية قد أرسلت عام 1826م وكان على رأسها الشيخ رفاعة الطهطاوي  الذي عني بدراسة اللغة الفرنسية وآدابها ، وعني بنقل الثقافة الفرنسية إلى اللغة العربية , وكانت له موازنة مفيدة بين اللغة العربية وبلاغتها من جهة وبين اللغة الفرنسية وآدابها وبلاغتها من جهة أخرى . وترجم بعض الكتب العلمية والتاريخية والأدبية والجغرافية والسياسية ، وعمل على إنشاء مدرسة الألسن ، واشتغل مديرا لها فقامت بجهود عظيمة إذ ترجم وتلاميذه أكثر من ألفي كتاب ورسالة في مختلف العلوم والفنون والآداب كانت أساس الاتصال بالفكر الأوروبي لأنها وجهت المثقفين روائع المكتبة الأوربية ، وفتحت نوافذ الثقافة أمام الجيل التالي من الأدباء الذين كان من أشهرهم محمد عثمان الذي ترجم مسرحيات موليير .
2- في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هاجر إلى مصر كثير من الأدباء السوريين هربا من الاضطهاد التركي والفتن الطائفية ، وقد مارس هؤلاء نشاطهم الصحافي والمسرحي أذكر منهم : يعقوب صنوع صاحب أول مسرح عربي مترجم ، ومنهم أديب إسحق وسليم نقاش ، اللذان اشتركا في إنشاء مسرح عربي . وعني مجموعة من هؤلاء بترجمة القصص والمسرحيات مثل نجيب حداد ، وخليل مطران ، غيرهم وقد نقل هؤلاء روائع الأدب الغريب أمثال فيكتور هوجو ، وكورني ، وموليير ، وشكسبير .
أما في عهد الاحتلال البريطاني فقد توقفت حركة الترجمة في بدايته وحدث صراع بين مرير بين مثقفي مصر والحاكم البريطاني ملأت مقالاته الصحف .
أثر الترجمة في اللغة والعلوم والآداب :
أدت حركة الترجمة والحاجة إلى معرفة ما في الكتب العلمية الأجنبية إلى إنشاء مجامع لغوية لإيجاد مصطلحات علمية تتلاءم مع المصطلح الأجنبي أو تعربيه ، وأدت إلى إحياء التراث العربي القديم ، وكشفت صلاحية اللغة العربية لتدريس العلوم الحديثة ، وأدت إلى وضع معاجم علمية وطبية ، وساعدت في إنشاء النوادي والجمعيات والمجلات العلمية .
أما أثر الترجمة في النثر فقد كان واضحا فقد تحرر النثر من السجع والمحسنات البديعية ، ومال إلى السهولة والوضوح والدقة ، واقتبس الأدباء كثيرا من المعاني والصور الأجنبية ، وهجر الأدباء الأغراض القديمة كالمقامات والرسائل الإخوانية ، وعالج النثر المقالة بأنواعها، وظهرت القصة الطويلة والقصيرة ، وغلب على البعض الكتاب الطابع التحليلي والفلسفي أو العلمي نتيجة للدراسات النفسية ، والمذاهب الاجتماعية والاقتصادية مما أدى إلى ظهور مذاهب أدبية متعددة وبذلك أصبح الأدب هدفا يتناول كل شيء في الحياة في أصالة واقتدار .
أما في الشعر فقد ظهرت فنون جديدة وتطورت أغراض وتطور القالب الشعري فلم تعد القافية الموحدة هي صاحبة السيطرة بل شاركتها المقطوعة ، ومن الشعراء أو الكتاب من تحرر من الوزن والقافية ومنهم من تحرر من كل ما يمت للقصيدة القديمة بصلة فهل كان هذا تطورا أم نكوصا ؟
3- إحياء التراث العربي : أصاب اللغة العربية ضعف كبير في العصر العثماني ، ولما لاح فجر النهضة العربية الحديثة أحس المصلحون مدى الحاجة إلى إحياء التراث العربي القديم في عصوره الزاهرة ، وساعد على ذلك وجود المطابع التي نشرت كتب الصناعة والمعاجم التي تساعد المترجمين على مواصلة نشاطهم . وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر نشرت كتب قيمة من ذخائر تراثنا اللغوي والأدبي وممن حمل لواء الدعوة إلى إحياء التراث : محمد عبده ، وعلي مبارك ، وأحمد زكي . وقد حملت دار الكتب المصرية عبئا كبيرا في نقل ذخائر التراث العربي ، وشارك في هذا الإحياء مؤسسات ثقافية وهيئات رسمية في كل من القاهرة ودمشق ، وبغداد ، وتونس، والمغرب .
4- المكتبات : خلف العرب تراثا فكريا وأدبيا عظيما كبيرا ضخما ، وفي عهود الضعف بعثر هذا التراث ونقل إلى مكتبات أوروبا وخزائن السلاطين في تركيا ، وبدأ دور النهضة وما بقي منه موزع في التكايا والمساجد ودور الخاصة ، مما دعا مبارك إلى إنشاء دار الكتب المصرية 1870.
5- الجمعيات العلمية والأدبية : ظهرت أول جمعية علمية في بيروت سنة 1847ثم ظهرت في مصر جمعيات علمية هدفها تشجيع دراسة الآداب والعلوم وأشهرها لجنة التأليف والترجمة والنشر التي أسست سنة 1914، وأما المجامع اللغوية فقد جاء التفكير فيها نتيجة لنشاط الترجمة ورغبة في تطويع اللغة لنقل آثار الحضارة الغربية ومن أهمها المجمع العلمي العربي بدمشق والمجمع اللغوي في مصر ، ومن أشهر أعماله : المعجم الوسيط ، والمعجم الكبير ، ومعجم ألفاظ القرآن الكريم ، وللمجمع مجلة تقوم بنشر البحوث اللغوية الدقيقة إلى جانب الموضوعات التي يناقشها المجمع في مؤتمره السنوي ،ومهما اختلافنا في الدور الذي قامت به المجامع أو الذي تقوم به حاليا فإننا لا نستطيع أن ننكر أن لهذه المجامع في خدمة اللغة العربية . 
6- المستشرقون وأثرهم في اللغة العربية وأدبها :المستشرقون جماعة من علماء الغرب تخصصوا في دراسة لغات الشرق ، وعنوا بالبحث في دياناته وتاريخه وعاداته وعلومه . وقد بدات حركة الاستشراق منذ القرن العاشر الميلادي حين بدأت أوروبا تستيقظ من نومها وكانت الأندلس قنطرة عبرت عليها الثقافة العربية إلى أوروبا.اهتم المستشرقون بالعلوم والفلسفة واللغة وقد قوي الاستشراق في القرن التاسع عشر لأسباب دينية وسياسية ، فقد أنشا الأوروبيون مدارس لتعليم لغات الشرق وفهم مزاجه وعقليته ليسهل عليهم حكم المستعمرات الخاضعة لهم . وتطور الاستشراق إلى دعم الاتصال الفكري بين الغرب والشرق  واخلصوا كثير منهم في بحوثهم خدمة للعلم والتاريخ .وقد تنوعت المجالات التي ظهر فيها نشاط المستشرقين فقد أنشؤوا الجمعيات الآسيوية والمعاهد الشرقية ، وعقدوا كثيرا من المؤتمرات ، وجمعوا كثيرا من نفائس المخطوطات وحققوا كثيرا منها ونشروها ، وألفوا دائرة المعارف الإسلامية ،ووجهوا الدراسات نحو الترتيب العلمي والتحقيق العلمي والاستقراء العلمي ، ويذكر أن في مكتبات الغرب أكثر من ربع مليون كتاب عربي . ولعل أشهر المستشرقين هو كارل بروكلمان ، وجب ، ودي ساسي ، وفيرتاخ .ولو أردنا أن نعدد ما يؤخذ على كثير منهم من مآخذ لعددنا كثيرا منها .
7- وسائل الإعلام : الصحافة : عرفت مصر الصحافة إبان الحملة الفرنسية ، وفي عهد محمد علي صدرت أول صحيفة هي الوقائع المصرية لنشر أنباء الحكومة دون أن تعبر عن رأي الشعب.وصدرت روضة المدارس  . وقد رافق انتشار الصحافة ظهور مجموعة من الكتاب الذي برعوا في مجال المقالة أذكر منهم : محمد عبده ، وعبد الله النديم ، وعبد الله فكري ، ورفاعة الطهطاوي ، وصالح مجدي ، ولا ننسى الدور الذي قام به أدباء الشام الذين فروا إلى مصر في الصحافة فقد ظهرت الأهرام والمقطم ،اللتان هادنتا البريطاني المستعمر مما دعا الوطنيين إلى إنشاء صحف وطنية فظهرت المؤيد للشيخ علي يوسف ، واللواء لمصطفى كامل ،
بقي أن نقول إن للأحداث السياسية التي عصفت بالمنطقة العربية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية دورا في تطور الفكر العربي والأدب، وان لظهور النزعة القومية والوطنية أثرا بارزا في تطور الأدب العربي الحديث.
النثر قبل النهضة :
وصل النثر العربي قبل النهضة قبل النهضة العربية الحديثة إلى مرحلة الاحتضار ، إذ أصيب بوهن وسقم شديدين بالغين، وبعقم خطير مستفحل في قالبه ومادته، بل لئن شئت الدقة أكثر فأكثر فقل إنه ابتلي بشلل تام دب في أوصاله، في أسلوبه وأفكاره، شكله ومضمونه، إذ غرق الكاتب في التقليد والاجترار والتعقيد والإبهام والإغراب والتكلف والزركشة والتنميق والتزيين، فقد كانت عباراتهم تتهالك عياً وسخفاً، وجملهم ركيكة،و تراكيبهم واهنة، ومعانيهم غثة مرذولة،و أفكارهم ضحلة تافهة، وأساليبهم رثة مهلهلة، تقيدها المحسنات اللفظية وفنون البديع المتصيدة تصيداً عجيباً، ومن كان منهم على حظ من الأدب أو يدعيه، كان غاية من تفتقت عنه عبقريته، أن يؤلف المقامات وليته يحسن صنعاً أو يتقن فناً، فما يأتي به لبراء من فن المقامة وماهو إلا تصحيف وتشويه لهذا الفن ولا يمت له ولا للأديب بعامة بأية صلة كانت لا من قريب ولا من بعيد، غاية ما فيه عبارات مغتصبة وأساليب مسروقة من الأولين، تبدو ظاهرة للعيان، ومع التواء في العبارة وتكلف في السجع وحشد زاخر من المحسنات والبديع، يخاطبك الكاتب من وراء جدر سميكة وحجب صفيقة لا تستبين منها نفسيته ولا تتعرف أحاسيسه لأن القوالب محفوظة والجمل مرصوصة.‏
ولئن حاول أحدهم نبذ التكلف والركاكة والخروج عن التنميق والتزيين، فليته لا يفعل ذلك، لأنه يقع في هوة سحيقة لا قرار لها، فيجد أن عباراته المسجعة المزركشة بفنون البديع، أسلم وأقوى وأجمل صياغة من عباراته التي يزعمها مرسلة، إذ غلبت عليها التركية والعامية والأعجمية لا في ألفاظها وكلماتها فقط، وإلا لهان ذلك، بل في طريقة تأليف الجمل وتركيبها وصياغتها.‏
وللأسف فإن هذا العقم أو الشلل المستفحل الخطير، عم نثرنا العربي كله ففي مصر نقرأ نصاً من مقامة لواحد من عمد أدباء زمانه هو الشيخ مصطفى الدمياطي جاء فيه (هاجت لي دواعي الأشواق العذرية وعادت بي لواعج الأتواق الفكرية إلى ورود حمى مصر المعزية البديعة ذات المشاهد الحسنة والمعاهد الرفيعة)(1) ونقرأ رثاء لهذا المتفاصح من الجبرتي، نجد فيه مصداقاً للقول القائل (إن الطيور على أشكالها تقع) فنثر الراثي كنثر المرثي في سقمه وضعفه وعقمه، قال الجبرتي (مات أفضل النبلاء وأنبل الفضلاء بلبل دوحة الفصاحة وغريدها، من انحازت له بدائعها طريفها وتليدها)(2) من نجوم الأدب المتألقة المشعة في دمشق آنذاك الشيخ خليل الدمشقي ونقرأ له كنموذج مقطعاً من رسالة قال فيها: (أهدي السلام العاطر باكراه السحاب الماطر والتحايا المتارجة النفحات الساطعة اللمحات الشامخة الشميم الناشئة من خالص صميم) وهاك نصاً من العراق، لأديب بارز في ذياك العصر هو أبو الشفاء الألوسي يصف فيه نساء الأستانة فيقول (وفيها من النسوان ما يخيل أنهن من حور الجنان وفيهن من عادات نساء الأعراب أنهن يبرزن إلى الأزقة بمجرد نقاب وقد حققت أن منهن من لا تخرج من بيتها إلا إلى الحمام ولا يحوم عليها طائر نظر أهل الأزقة، نعم لا يخلو غيل من واوي رأى بلد طويل عريض ليس فيه كلب عاوى) إلى آخر ما في هذا الهراء من سفاسف منفرة تثير الضحك ملء الأشداق، وهاك رسالة من الحجاز بعث بها شريف مكة إلى المدير العام للحدود المصرية( وبعدما: وصل إلينا كتابك وفهمنا كامل ما حواه خطابك فأوجب ذلك عندنا وافر السرور ومزيد الود والحبور) ومن فلسطين العربية يطالعنا نص من تقرير رفعه أعيان نابلس ومنهم المفتي ورجل الدين والعلم والأدب، إلى إبراهيم باشا بن محمد علي سنة 1840يشكون فيه تصرف أحد ولاتهم (المعروض للأعتاب السنية السر عسكرية صانها رب البرية يعرض عبيدكم بخصوص أحمد آغا، حضر لعنده رجل يسمى علي مرعشلي من سباهية الاسلامبول وعند حضوره أظهر الأفراح بضرب الفتاش ببيته وضرب البارود فيه ليلاً ونهاراً، ومن كون ذلك مخالفاً للإرادة الشريفة وجب علينا تقديم الأعراض لأعتاب دولتكم لأجل يحيط العلم الشريف أن هذه الأمور ما أحد من أهالي نابلس داخلاً وخارجاً موافق المذكور) وواضح أن هذا النص أو تلك النصوص منها النثر الديواني ومنها النثر الأدبي الفني ومنها ما يسير نهج السجع والبديع وفن المقامة ومنها ما يأخذ بنهج الترسل والبساطة المزعوم ولا أظن أني بحاجة لأدل القارئ الكريم على ما في هذه النصوص من ركاكة وإسفاف وتكلف ذميم وتزيين مقيت مرذول وتهافت بالعبارة وضحالة وتفاهة وسذاجة في الأفكار والمعاني واستعجام في الألفاظ عدا العامية الفاحشة، كما لست بحاجة لأدل القارئ على مواقع المحسنات اللفظية وفنون البديع التي جد أصحاب تلك النصوص بالتنقيب عنها.‏
أما عن عقم وجمود مضمون النثر العربي ومادته بهذه الفترة السوداء من تاريخ أدبنا العربي فحدث عنه ولا حرج، حيث أغرق الكتاب والمؤلفون أو على الأصح مدعو الكتابة والتأليف في وضع الشروح والحواشي والتقريرات والتلخيصات على المتون العقيم التي يطالعونها أو ينظمون منظومات العلوم أو المقامات المصحفة المشوهة الزيفاء أو الرسائل الأدبية التافهة الضحلة أو يؤلفون في اللغة والشريعة، ولئن حاول أحدهم أن يشذ عن أقرانه فيكتب بغير ذلك فيجد نفسه في هوة جديدة إذ تمتزج العلوم والمعارف التي يزعم ويدعي التأليف بها بالخرافات والأوهام والترهات الباطلة الفارغة، فالشرقاوي مثلاً حاول التأليف في التاريخ وليته ما حاول إذ مزج الحقائق التاريخية بالأساطير والخرافات الجوفاء وفسر التاريخ على منطق الجاهل الأرعن المتعفن بعقله وفكره المؤمن بالسحر والخوارق حيث ذكر في كتابه تحفة الناظرين أن أقصر الفراعنة عمراً عمَّر 200 سنة وأطولهم عمراً عمَّر 600 سنة وأن فرعون موسى كان قصير القامة طوله ستة أشبار وقيل أن طوله ذراعاً واحداً وطول لحيته سبعة أشبار وأنه حكم مصر 500 سنة.‏
تطور الشعر :
تعد بداية القرن العشرين علامة جديدة وثورية في تاريخ الشعر العربي ، فقد تزايد تأثير الأدب الغربي ومن خلال هذا التأثير المتزايد دخلت الفنون الشعرية الخارجية وبالتحديد الغربية في الشعر العربي ، وجعل الشعراء العرب يمارسون هذه الأشكال الشعرية ، وبدأت إرهاصاتها الأولى تظهر في القرن التاسع عشر ، ومن هذه الأنواع الشعرية الشعر المرسل (Blank Verse) الذي حاول تطبيقه لأول مرة رزق الله الحسّون عام 1869م ، وأحياه جميل صدقي الزهاوي عام 1905م ، وفي العام نفسه زاول أمين الريحاني تجربته في الشعر المنثور بتشجيع من جورجي زيدان مقلداً بذلك الشعر الحر (Free Verse) الذي كان ينظمه في الأفرنج.
. ويجب أن نشير إلى نقطة مهمة للغاية ، وهي لماذا مست الحاجة إلى التجديد والحداثة الشعرية في العربي الحديث ....؟
لقد ذهب النقاد في الإجابة عن التساؤل إلى مذهبين:
١- منهم من قالوا إن الشعر التقليدي لا يصلح لمعالجة القضايا البشرية خاصة فيما يتعلق بالحياة العلمية والعلوم الاجتماعية والتجريبية ، والتقيد الصارم بالقوافي والأوزان يجعل الشعر عاجزاً تماماً عن التعبير الدقيق عن  خواطر الشعراء والأدباء ، ومن ثم ثار الشعراء والأدباء ضد قيود الأوزان والقوافي. ٢- بينما يرى بعض النقاد أن التطلع إلى التجديد لدى الشعر هو الذي سبب في التجديد وأدّى الشاعر إلى التجديد والابتكار والتفنن في الأوزان والقوافي .
عوامل التطور في النثر العربي الحديث :
تطور النثر بعد الحرب العالمية الأولی، وظهر الاتجاه الأدبي الذي يدعو أصحابه إلی الأسلوب الفصيح الرصين الجزل، حتی يکون لأدبهم موقع حسن في الأسماع والقلوب، فهم يحرصون علی الإعراب وعلی الألفاظ الصحيحة. وکانوا في إطار تجديد، لا يخرجون عن أصول العربية، ويقوم هذا الاتجاه علی التحول والتطور في اللغة العربية علی نحوما تحولت وتطورت الآداب الأوربية، دون قطع صلتها بالقديم، ومن أصحابه في مصر، طه حسين، هيکل والعقاد. وهذه النزعة المجددة کانت إحياء للقديم وبعثا وتنمية في صور جديدة، ويعتمد علی عنصرين متکافئين وهما المحافظة علی إحياء القديم والإفادة من الآداب الغربية. [3] وقد ظهرت، في أواخر القرن التاسع عشر، أربع طوائف في النثر وهي: طائفة الأزهريين المحافظين، وطائفة المجددين المعتدلين الذين يريدون أن يعبرو بالعربية دون استخدام سجع وبديع، وطائفة المفرطين في التجديد الذين يدعون إلی استخدام اللغة العامية، ثم طائفة الشاميين، التي کانت في صف الطائفة الثانية، واشتدت المعارك بين الطائفة الأولی والطوائف الأخری، حتی انتصرت طائفة المجددين المعتدلين، فعدل الکتاب إلی التعبير بعبارة عربية صحيحة لا تعتمد علی زينة من سجع وبديع، بل يعتمد علی المعاني ودقتها(4)
وکان محمد عبده علی رأس طائفة المجددين المعتدلين. وهو الذي أخرج الکتابة الصحفية من دائرة السجع والبديع إلی دائرة الأسلوب الحر السليم. وکوّن لنفسه أسلوبا قويا جزلا، ومرّنه علی تحمل المعاني السياسية والاجتماعية الجديدة والأفکار العالية، ومعنی ذلك أنه طور النثر العربي من حيث الشکل والموضوع.(5)
ثم جاء تلميذه لطفي المنفلوطي فقطع بهذا النثر شوطا کبيرا بکتبه ومقالاته، فأنشأ أسلوبا نقيا خالصا ليس فيه شيء من العامية ولا من أساليب السجع الملتوية إلا ما يأتي عفواً، ولم يقلد في ذلك کاتبا قديما مثل ابن المقفع والجاحظ بل حاول أن يکون له أسلوبه الخاص، فأصبح النثر متحررا من کل أشکال قيود السجع والبديع، وبذا يعد المنفلوطي رائد النثر الحديث. وکانت الشهرة التي حظي بها المنفلوطي، تعزی إلی أسلوبه أکثر مما تعزی إلی مضمون مقالاته. وهو أدرك الحاجة إلی تغيير أساليب اللغة العربية، وکثيرا ما عبّر عن اعتقاده بأنّ سرّ الأسلوب کامن في تصوير الکاتب تصويرا صادقا لما يدور في عقله من أفکار. (6)
موضوعات النثر في عصر النهضة:
کانت موضوعات النثر واسعة الأفق، و تناولت مشکلات الحياة وما يهم الشعوب وما يبعث علی اليقظة والنهضة ممثلة في:
- الدفاع عن الشعوب المظلومة.
- الدعوة إلی الأخذ بنظام الشوری في الحکم.
- محاربة الاستعمار، وإثارة الحمية الوطنية في نفوس الشعوب المستذلة.
- السعي في إصلاح المفاسد الاجتماعية.(7)
أغراض النثر في عصر النهضة:
1ـ النثر الاجتماعي الذي يتطلب صحة العبارة، والبعد عن الزخرف والزينة، ووضوح الجمل، وترك المبالغات، وسلامة الحجج وإجراءها علی حکم المنطق الصحيح، لأن الغرض منه معالجة الأمر الواقع، فلا ينبغي استعمال الأقيسة الشعرية، ولا الخيال المجنح.
2ـ النثر السياسي أو الصحفي، ويمتاز بالسهولة والوضوح بحيث يکون معناه في ظاهر لفظه؛ لأن الصحف تخاطب الجماهير، ويقرؤها الخاصة والعامة.
3ـ النثر الأدبي، وهو أشد أنواع النثر حاجة إلی تخير اللفظ، والتأنق في النظم، حتی يخرج الکلام مشرقا منيرا، لطيف الموقع في النفوس، حلو النبرة في الآذان، لأن للموسيقی اللفظية أثرا کبيرا في الأذهان. وهو أدنی أنواع النثر إلی الشعر. (8)
مظاهر تطور النثر:
لقد مسّ التطوُّر النثر العربي في ثلاثة محاور أساسية قام عليها ونهض بها، وهي:
-اللغة التي تحررت من قيود التكلّف منذ أن انحسرت موجة البديع في منتصف القرن التاسع بعد قرون عديدة، فعادت تعانق الحياة، وتحمل الأفكار، وتصوّر المعاني الإنسانية التي يهدف إليها الكاتب.
- موضوعات الأدب التي كانت بعيدةً عن حاجات الناس وحياتهم ومشاكلهم، ها هي تعود مرّةً أخرى لتلبي تطلعات الشعوب، فصار الخطاب النثري يحلّل كل جانب الحياة السياسية والاجتماعية والتربوية والخلقية والدينية.
-كسب الأدب العربي الحديث فنون أدبية ونثرية جديدة كان يفتقر إليها، فظهرت المسرحية والقصة والرواية.
 *خصائص للنثر في هذه المرحلة :
يمكن إجمال خصائص النثر في الآتي :
تقصير الجمل ، بحيث أصبحت الجملة الواحدة مختصة بأداء معنى واحد ، ولم يعبر عن المعنى الواحد بجمل متعددة .وترك المبالغة ، واجتناب الزخارف اللفظية والسهولة والوضوح ، لأن الصحف وقراءها لا يسيغون الغموض والتعقيد الذي يبعد بالمقال عن هدفه, اختيار الألفاظ الجملية المتأنقة ذات الموسيقي التي تمتع القارئ وتجذبه. 
مجالات النثر الحديث:
أولاً : الخطابة .ثانياً : المقالة .ثالثاً : المسرحية .رابعا: الرواية .خامسا : السيرة .سادسا : الخاطرة
 خاتمة البحث:
 خرج النثر في العصر الحديث من عهد الانحطاط، وبدأت الأساليب تتحرر في بعض جوانبها من قيود التصنع اللفظي؛ وکان للطباعة و الصحافة أثر کبير في تطور النثر. وأن النثر العربي  مر بثلاث مراحل:
1-    مرحلة البدايات: بدأت بالاحتكاك بالحضارة الغربية , وكان هذا الاحتكاك  من أهم عوامل التطور في هذه المرحلة, وبدأ الأدب يتخلص من الموضوعات التقليدية, ويهتم بالحياة الجديدة, ويعبر بالجملة البسيطة  الخالية من التصنع, ولا تخلو كتابات هذه المرحلة من بعض مظاهر الضعف وورود الألفاظ الدخيلة , وعدم الاهتمام بالصورة. وأهم الأمثلة على ذلك نثر الجبرتي في كتابه ( عجائب الآثار) – والطهطاوي  في كتابه ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) الذي يقول فيه عن  الصحف:" وهذه الجورنالات مأذون فيها لسائر أهل فرنسا أن تقول ما يخطر لها , وأن تستحسن أو تستقبح ماتراه حسناً أو قبيحاً".
2- مرحلة الانتقال:
     وفي هذه المرحلة تطور النثر بتأثير انتشار التعليم والطباعة والترجمة وإحياء التراث. وظهر الصراع بين القديم والجديد , وظهرت المقالة وازدهرت الخطابة, وبدأت محاولات كتابة القصة على شكل مقامات, وقلّ التكلف , وإن بقي السجع عند بعضهم . ومن أمثلة هذه المرحلة ( عبد الرحمن الكواكبي ) في كتابه ( طبائع الاستبداد ) – ومحمد المويلحي في كتابه ( حديث عيسى بن هشام ) الذي صور فيه مصر في أيام الإنكليز  , وعالج مشاكل الأخلاق والتعليم  بروح إصلاحية , ومما يقوله فيه: " فظللت أنا والوالي نواصل الطواف بالطواف للوقوف على تلك الأوقاف , ونسائل العابر وابن السبيل عن المسجد والسبيل ".
3-   مرحلة الازدهار: وفيها تنوعت فنون النثر , وظهرت مدرستان في الكتابة النثرية:
أ‌-       مدرسة المحافظين: وهم أصحاب الثقافة العربية الصرف, وهؤلاء حرصوا على جودة الصياغة وسلامة اللغة  , وعالجوا الأمراض التي جاءت مع الحضارة الغربية. وأهم روادها:
                              ( الرافعي – والمنفلوطي – والزيات )
ب‌-   مدرسة المجددين : وهؤلاء تأثروا بالثقافة الغربية , واهتموا بعمق الفكرة ودقتها وتحليلها  واستقصائها , وعالجوا قضايا النقد الأدبي والتحليل النفسي والاجتماعي . وأهم أعلامها:
                            ( طه حسين – العقاد – المازني – جبران – نعيمة – توفيق الحكيم )                              
وظهر للباحث أن تطور النثر العربي الحديث كان في مجالات متنوعة فقد :
 1-    اتسعت موضوعات النثر لتشمل الأدب والاجتماع والعلوم والسياسة .
2-    تنوعت الأساليب فكان هناك : الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي و الأسلوب المتأدب الميسّر.
3-    تطلعت الأفكار إلى الابتكار والتجديد والتحليل والتعليل والوضوح والتفصيل .
4-    برزت شخصية الأديب المفكرة وعاطفته الصادقة وصوره الطريفة.
5-    تخلصت الأساليب من التكلف وأصبحت نقية غير معقدة.





الحواشي
[1] لسان العرب: ابن منظور، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 2، 1992م، مادة (نثر)
[2] الفن ومذاهبه في النثر العربي: شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، ط 12، ، ص: 15
 [3] الأدب العربي المعاصر في مصر: شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، ط 7، ص: 192 ـ 193
[4] الفن ومذاهبه في النثر العربي، ص: 392
[5] الأدب العربي المعاصر في مصر، ص: 227
[6] دراسات في الأدب العربي: هاملتون جيب، المرکز العربي للکتاب، دمشق، لاط، ص: 55
 [7] في الأدب الحديث: عمرالدسوقي، دارالفکر، القاهرة، ط 8، 1973م، ج:1،ص: 340 وما
[8] في الأدب الحديث، ص: 325 وما بعدها

هناك تعليق واحد: